❗️فتحي الذاري خاص صدى الولاية❗
تعد القضية السورية من أكثر القضايا تعقيدًا في العالم اليوم، حيث تشير التطورات المستمرة إلى أبعاد متعددة تشمل صراعات داخلية، تدخلات إقليمية ودولية، وأطماع كيان الاحتلال الإسرائيلي في الوضع السوري، وخاصة فيما يتعلق بعلاقاتها مع كيان الاحتلال الإسرائيلي، وتأثير ذلك على مآلات الأزمة السورية.
خلال فترة إدارة ترامب، تم إيضاح الموقف الأمريكي من الصراع في سوريا بعدة تصريحات، حيث عبّر ترامب عن رغبته في تقليل التدخل الأمريكي في الصراعات الخارجية. بالرغم من ذلك، استمرت الولايات المتحدة في دعم الأكراد من خلال قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي تحارب تنظيم داعش وتعتبر حليفًا رئيسيًا للولايات المتحدة في المنطقة.
أحد التأثيرات الملحوظة لإدارة ترامب هو ما يسمى بـالتوافق بين قوى معينة، مثل قسد ونظام البعث السوري. بعض التحليلات تشير إلى أن إدارة ترامب قد تكون قد ساهمت في تسريع الاتفاقات بين هذه الأطراف، خاصةً مع تزايد الضغوط على مختلف الفاعلين في الساحة السورية. وبذلك، قد تكون إدارة ترامب قد خلقت مناخًا يساعد على حدوث تحولات في التحالفات داخل سوريا.
شهدت صراعات سوريا في السنوات الأخيرة تدخلاً إسرائيليًا واضحًا، حيث كان كيان الاحتلال يستهدف تحت مسمى مواقع إيرانية ولحزب الله وتدمير معسكرات بآلياتها الدفاعية، للقوات المسلحة السورية.داخل سوريا. الإدارة الأمريكية تحت قيادة ترامب منحت إسرائيل "ضوءًا أخضر" أكبر للتحرك ضد التهديدات التي تراها من إيران في سوريا. التوجهات الإسرائيلية تلقت دعمًا من خلال الاعتراف الأمريكي بالقدس كعاصمة للاحتلال، مما يؤكد تقاربًا استراتيجيًا بين الولايات المتحدة وكيان الاحتلال.
بالنظر إلى الاجتماع المقبل في الرياض والذي يضم أحمد الشرع، فإن الخلفيات السياسية تؤشر إلى جهود جديدة لإيجاد حل للأزمة السورية. من المحتمل أن تؤدي قوى إقليمية مثل السعودية دورًا أكبر في إعادة تشكيل المناخ السياسي السوري، حيث يمكن أن يكون للرياض دور في إنجاح أو إفشال أي توافق بين الأطراف المحلية.
في حال استمر الجمود السياسي والعسكري، قد تستمر الأزمات الإنسانية وتبقى مناطق السيطرة مقسمة.وبمشاركة قوى إقليمية ودولية، يمكن أن تتجه الأمور نحو تفاهمات تضمن وحدة سوريا وتقلل من تدخل القوى الخارجية.و قد تتدهور الأوضاع نحو تفكك أكبر، إذا استمرت النزاعات الداخلية وزادت الانقسامات الإثنية والطائفية.
نظراً للتهديدات المستمرة، قد تشهد الساحة السورية زيادة في التدخلات العسكرية سواء من الجانب الإيراني أو الإسرائيلي.
طموحات ترامب في الساحل السوري كانت مرتبطة بشكل رئيسي بأهداف استراتيجية وسياسية، حيث شهدت فترة رئاسته اهتمامًا متزايدًا بالشرق الأوسط وتعزيز التواجد الأمريكي في المنطقة.
كان هناك تركيز على منع تعزيز النفوذ الإيراني في سوريا، وخاصة على الساحل، الذي يعتبر نقطة استراتيجية. سعى ترامب إلى دعم حلفاء أمريكا في المنطقة، مثل كيان الاحتلال الإسرائيلي ودول الخليج، من أجل مساعدة في تحقيق الاستقرار والسلام.
دعم الوجود العسكري الأمريكي في سوريا كجزء من استراتيجية لمحاربة داعش وتأمين المصالح الأمريكية.
استخدمت إدارة ترامب العقوبات والضغوط الاقتصادية كأداة للحد من تأثير النظام السوري وحلفائه.على الرغم من هذه الطموحات، فإن الأوضاع على الأرض في سوريا كانت معقدة، مما أدى إلى صعوبة تحقيق تلك الأهداف بشكل كامل بعد سقوط نظام الأسد وتولي احمد الشرع قيادة الدفة السورية إلى شواطئ غير مسبوقة
حيث تبقى القضية السورية في حالة من الضبابية، مع تأثيرات متعددة ترتبط بتوجهات القوى الكبرى. دور إدارة ترامب كان له وقع كبير في تشكيل المشهد السياسي، ومع اقتراب أحداث جديدة مثل اللقاء في الرياض، فإن مآلات الوضع قد تتبدل مالياً، اقتصاديًا، وسياسيًا. الاستقرار في سوريا يتطلب توافقات أوسع ومحاولات جادة من جميع الأطراف المعنية، محليًا وإقليميًا.